
نجاة الساري
الجشع: الرق المؤبد
الجشع هو الرغبة الجامحة في جمع المال حتى ولوكان بطرق غير مشروعة دون مراعاة القيم الأخلاقية والقانونية ولكن بطرق احتيالية واختلاسية بعيدا عن القناعة.فيقود الى متاهات الإغتناء الغير مشروع مما يفقد الثقة بين الناس فتتدهور العلاقات الإجتماعية و ينتج الغضب والإستيلاء من قبل الآخرين.
نجده في الإقتصاد ،في الإستهلاك،في العلاقات،في السياحة. حتى العلاقات العائلية اصبح يغزوها الطمع والجشع،اصبح أفراد الأسرة الواحدة يظهرون سلوكا ماديا مفرطا و استغلاليا اتجاه بعضهم البعض : مثل الرغبة في السيطرة على الميراث والموارد العائلية وحتى السعي وراء المال على حساب العلاقات الأسرية مما يؤدي لتفكك الروابط العائلية وخلق النزاعات والقطيعة بين أفراد العائلة.
الجشع ينهك القطاح السياحي: ارتفاع مبالغ فيه من دون مراعاة جودة الخدمات والمواد. ويشمل ذلك اسعار الفنادق، الشقق، المطاعم،المقاهي، المرائب ،وسائل النقل وحتى المواد الغذائية. فالجشع يقلل من قيمة الفرد ويجعله عرضة للإذلال . ،كما ان الغلاء الفاحش ينعكس سلبا على السياحة الداخلية والخارجية بتراجع الاقبال على الوجهة وتشويه سمعتها.
السؤال الذي يفرض نفسه: رغم إستياء وتذمر الكل من الغلاءالفاحش، لماذا الاقبال في تصاعد على السلع والخدمات؟ أهو نقص في الوعي؟ أم رغبة في التفوق على الآخرين في المستوى المعيشي في ظل المقارنات الاجتماعية؟يجب على الجهات المعنية وضع قوانين صارمة لمكافحة الجشع والنصب والإحتيال وتطبيقها بفعاليةمع تشديد الرقابة ومحاسبة المتلاعبين بالاسعاروتعزيز الشفافية مع تقديم وتوفير معلومات واضحة عن الأسعار.