الرباط تستضيف ندوة دولية لعمداء المدن الفرنكوفونية لمناقشة التنمية المستدامة والنموذج الحضري الشامل

استضافت مدينة الرباط، يوم 14 أكتوبر 2025، ندوة دولية لعمداء المدن الفرنكوفونية، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ105 لاجتماع المكتب التنفيذي للجمعية الدولية لعمداء المدن الفرنكوفونية (AIMF)، المنعقدة يوم 13 أكتوبر.

وقد نُظّمت الندوة بشراكة بين الجمعية الدولية ومجلس جماعة الرباط، في فضاء حديقة الحسن الثاني، وشهدت حضورًا وازنًا لممثلين عن عدد من المدن الناطقة بالفرنسية، إلى جانب مؤسسات دولية بارزة، من بينها: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، الاتحاد الأوروبي، هيئة الأمم المتحدة للمرأة (ONU Femmes)، الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، وكالة التعاون الألماني (GIZ)، مجلس أوروبا، والسفارة الفرنسية، فضلاً عن الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، وأعضاء مكتب جماعة الرباط، ورؤساء لجانها الدائمة ورؤساء الأقسام.

هذا الحضور الدولي المتنوع يعكس إرادة جماعية لتعزيز التعاون بين المدن، والاعتراف المتزايد بدور الجماعات الترابية في بناء تنمية حضرية مرنة ومستدامة.

وكانت الندوة فرصة مميزة لتقديم تجربة الرباط كنموذج حضري متكامل، تحت شعار: “الرباط، مدينة خضراء، مستدامة وشاملة”

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة فتيحة المودني، رئيسة مجلس جماعة الرباط، أن العاصمة المغربية أصبحت نموذجًا يُحتذى به، بفضل رؤيتها المجالية الطموحة، ومشاريعها المهيكلة المبنية على مبادئ الاستدامة، الشمولية، والابتكار، وذلك انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وفي إطار حكامة تشاركية تُشرك مختلف الفاعلين المحليين.

كما أبرزت السيدة الرئيسة أن الرباط استطاعت أن تحقق مكاسب نوعية تتجلى في جوائز دولية مرموقة، نذكر منها:

• جائزة الشرف من هيئة الأمم المتحدة للسكن (UN-Habitat)

• الجائزة المتوسطية للتميّز

• جائزة سيول للمدينة الذكية.

وأكدت السيدة المودني أن هذه التتويجات تمثل اعترافًا دوليًا بالدينامية التي تشهدها العاصمة في مختلف المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالتحول الحضري الذكي، والحكامة المجالية، والعدالة الاجتماعية التي تُراعي حاجيات المواطنين وتستشرف مستقبل الأجيال القادمة.

وعقب الكلمة الافتتاحية، شكّلت الندوة منصة لتقاسم الخبرات وتبادل الممارسات الفضلى، حيث قدمت شركات التنمية المحلية بالعاصمة، وعلى رأسها:

“الرباط مدينة خضراء”، “الرباط جهة للتنشيط”، “الرباط جهة للتنقل”، وREDAL، عروضاً مفصلة حول استراتيجياتها التنموية، مستعرضة منجزاتها الميدانية، ونماذجها في التدبير الحضري، إضافة إلى رؤاها المستقبلية لتعزيز إشعاع العاصمة المغربية كمدينة خضراء، مرنة، وشاملة.

وأبرزت هذه العروض المتنوعة، المقدمة من مختلف الشركاء، مكانة الرباط كنموذج حضري بيئي متكامل يعكس التزام الجماعة بتجسيد مبادئ التنمية المستدامة في السياسات المحلية.

ومن جهتها، استعرضت مدينة باريس تجربتها في مجال الأمن الحضري، مبرزة دور الشرطة البلدية كنموذج لحكامة محلية قائمة على القرب والمواكبة الاجتماعية.

وفي مداخلة مؤثرة، أشادت السيدة آن هيدالغو، عمدة باريس ورئيسة الجمعية الدولية لعمداء المدن الفرنكوفونية، بالرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، معتبرةً أن مشاريع كبرى مثل تهيئة وادي أبي رقراق ومبادرة “الرباط، مدينة الأنوار: عاصمة المغرب الثقافية”، جعلت من الرباط نموذجًا ملهِمًا للتحول الحضري والثقافي على المستوى الدولي.

واختُتمت الندوة بتأكيد مشترك من المشاركين على أهمية تعزيز التعاون بين المدن الفرنكوفونية، وتبادل التجارب المبتكرة في مجال التحول الحضري، مع الإشادة بريادة الرباط في تجسيد نموذج حضري مستدام يُحتذى به عالميا.