
نجاة الساري
صناعة التفاهة: هل من حل؟
أصبحت ثقافة التفاهة تتغلغل في كل جوانب الحياة على حساب المعرفة معززة السطحية في كل المناحي ماهي التفاهة؟ هي كل ماهو سطحي، وغير عميق، مبتذل، و هامشي يهدد الأصالة والأخلاق :كسيطرة المظاهر الخارجية والترفيه ، تجاهل القضايا المهمة والجادة ،تقديم التافهين كقدوة مع تزييف الوعي دون نقد.
إن نظام الرداءة والتفاهة يجعل التافهين رمزا وقدوة في المجتمع وأصحاب سلطة ونفود وسيادة ويهمش أصحاب الكفاءات الفكرية والثقافية حتى بدت الفضيلة خطيئة.
فسيطرت التفاهة واحتلت الصورة كل المواقع واضمحل التأمل والتفكير الذي أصبح مصدر إزعاج.فأصبح حلم الجميع : سيارة فاخرة،بيت على البحر،حساب بنكي لا يعرف مصدر أمواله. يقول الدكتور الآن دونو في كتابه “نظام التفاهة:” التفاهة ليست مجرد ظاهرة عابرة بل هي جزء لا يتجزأ من البنية الاجتماعية الحديثة التي تفضل الابتذال وتهمش الكفاءة”.
فهيمنة الثقافة الشعبية على حساب الثقافة العميقة وضعف الأنظمة التعليمية والميول للمحتوى السطحي،زيادة الصراعات بين صناع المحتوى والرغبة في الشهرة السريعة سهل التلاعب بالأفراد والمجتمعات و اخذ من جهد عقولهم، فاصبحت النقاشات عقيمة لا تهتم الا بأقمصة وأحذية آخر صيحة. يساهم نظام التفاهةفي انتشار الابتذال والجهل،ومكافأة ونشر المحتوى السطحي لوسائل التواصل الإجتماعي،وتدهور مستوى الحوار وتراجع التعليم ودور المثقفين في تضرر وتدهور القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية و تشويه لمعاييرها. ان التحررمن سيطرة التفاهة مسؤولية الجميع: الآباء، المربيون ، المجتمع، وسائل الاعلام وهولا يتأتى الا بتحسين التعليم ومراقبة الأسرة والمجتمع للمضامين الثقافية التي يتعرض لها الابناء.تأكيد دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيم سليمة،تنمية وتشجيع ومكافأة التفكير النقدي،تأسيس وعي جديد يهتم بالعمق والفهم. للقضاء دور كبير للحد من الرداءة عبر سن
قوانين زجرية لضبط ممارسة حرية التعبير في المحتوى الرقمي. وإصدار أحكام صارمة ضد من ينشرون المحتوى المسيء والتافه الذي يهدد القيم الأخلاقية و الإجتماعية.



