نجاة الساري
الأم العاملة بين المطرقة والسندان
بالأمس القريب،كانت الأم مسؤولة عن الرعاية العاطفية و المنزلية بينما الأب مسؤول عن المعيشة والإدارة الأسرية ووضع القواعد الصارمة والانضباط داخل الأسرة.
رغم ان عمل المرأة في المنزل لا يعترف به الكثيرون،فإنه يتطلب مجهودات كثيرة تواجه فيها المرأة تحديات كبيرة من ضغوطات نفسية وصعوبات إقتصادية،ومما زاد الطين بلة هو خروج المرأة للعمل الذي أثقل كاهلها وألزمها مسؤوليات عدة،تواجه فيها تحديات كبيرة بين العمل داخل وخارج المنزل والتوفيق بينهما. ففي ظل مجتمع ذكوري لا يؤمن بتقاسم الأدوار بين المرأة والرجل،تقوم الأم بجميع المهام على أكمل وجه خارج المنزل وداخله دون سند أو دعم نفسي وفعلي من شريك الحياة.فتسلب منها أجمل لحظات العمر في معركتها اليومية اللامتناهية من متطلبات العمل ،رعاية الأطفال ،إدارة شؤون المنزل والقائمة طويلة………… كل هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقها ليست بالأمر الهين.فإما تحقيق الذات و تحسين الوضع المالي للأسرة أو التفرغ للبيت وأعبائه ورعاية الأسرة: أمران أحلاهما مر . فالإختيار صعب حيث لا توجد منطقة وسطى مابين الجنة والنار على حد قول نزار قباني. في ظل كل هذه الضغوطات ،تصاب الأم بالضغط النفسي والارهاق الجسدي.لذا ليتم تخفيف العبء عليها ،لابد من وجود متعاون في تحمل المسؤوليات المنزلية،تضافر جهود الأسرة أولا: تقديم الدعم من طرف الشريك،تنظيم الوقت ،توزيع المهام بشكل صحيح بين أفراد الأسرة، تقاسم المسؤوليات الأسرية وتحديد الأولويات . والمجتمع ثانيا لتوفير بيئة داعمة للأم العاملة ،تقدير الدور المزدوج الذي تقوم به، تعديل القوانين،إظهار الإمتنان لجهودها الجبارة. وهذا لا يتأتى إلا بتغييرات في الثقافة والمفاهيم الإجتماعية. أقول للأم ،كوني أنت ،لا تسعي للكمال ولا للمثالية،كوني أما حقيقية ،جيدة، ركزي على جودة الوقت وليس الكم،خصصي وقتا للإهتمام وللعنايةبنفسك، مارسي الرياضة ، والاسترخاء ،وكل الأنشطة الممتعة للحفاظ على سلامك الداخلي وطاقتك.
