(علم النفس الايجابي: بناء براديغمات
ومفاهيم جديدة بالمغرب) إصدار علمي جديد للدكتور نوح رابي
الاعلامي : احمد رمزي الغضبان/مراكش
صدر مؤخرًا كتاب جديد للدكتور
نوح رابي بعنوان “علم النفس الإيجابي: بناء براديغمات ومفاهيم جديدة بالمغرب”، ليشكل مساهمة نوعية في إعادة تأصيل المفاهيم النفسية ضمن السياق المغربي ، وذلك من خلال استثمار توجهات “علم النفس الإيجابي” بوصفه الموجة الثالثة في تطور علم النفس الحديث تجلت في القضايا التالية .:
1- من العلاج إلى التمكين النفسي الاجتماعي :
الكتاب الجديد للدكتور نوح رابي الذي يمتد على أكثر من 250 صفحة، ينطلق من تشخيص دقيق للقصور الذي تعانيه الممارسة النفسية و العلاجات التقليدية في المغرب، التي لا تزال في أغلبها حبيسة النموذج العلاجي التقليدي المرتكز على المرض والاختلال و الاعاقة .
و يقترح الدكتور بديلًا معرفيًا يتمثل في علم النفس الإيجابي، هذه “الموجة الثالثة” التي ظهرت أواخر التسعينيات في 1998 في الولايات المتحدة ، والتي تركز على نقاط القوة والمرونة النفسية و اليقظة الذهنية ، بدل الانكفاء على أعراض الاضطراب و العجز .
و يرى الدكتور نوح رابي أن استيراد هذه الموجة دون تفكيكها ونقدها ضمن شروط المجتمع المغربي و سياقه الثقافي و الاسلامي و قيمه الاصلية يُفضي إلى نتائج مشوشة، ويؤكد في كتابه أن “توطين علم النفس الإيجابي” هو الخطوة الضرورية لتجاوز الفهم السطحي للسعادة والنجاح و البحث عن المعنى في الحياة .
2- السعادة الحقيقية… لا اختصارات نفسية جاهزة :
يحذر الكتاب من الوقوع في وهم “الطرق المختصرة للسعادة” (shortcuts to happiness) ، التي تحولت إلى شعارات مستهلكة على يد بعض التيارات التحفيزية و التنمية الذاتية الفارغة ، مؤكدًا أن “علم النفس الإيجابي الأصيل” يتطلب عملاً داخليًا على القيم والهوية والهدف الشخصي من الوجود، لا مجرد وصفات آنية لتسكين الألم.
3- هوية نفسية مغربية : مشروع لا وصفة :
يسعى المؤلف إلى نحت مفاهيم جديدة مثل “السعادة الأصيلة” و”التمكين الوجودي” “الرحمة” ” النية “… ، ضمن براديغم سيكولوجي يراعي تعقيد الهوية المغربية، وثراء مرجعياتها الثقافية والدينية واللغوية. ومن هنا، يتجاوز الكتاب البعد الأكاديمي ليطرح نفسه كوثيقة تفكير مجتمعي، تستهدف ليس فقط المختصين، بل أيضًا صناع القرار التربوي والاجتماعي و الاعاقة و الشيخوخة و الذكاء الاصطناعي …