
نجاة الساري
التنمر: الصراخ الدفين
التنمر سلوك عدواني متكرر لإلحاق الضرر والٱذى عمدا على الضحية يعني المتنمر عليه،ويشمل: الشارع، المدارس،أماكن العمل، التجمعات ،اللقاءات العائلية وحتى الأنترنيت. وهو عدة أنواع : اللفظي ، البدني،الاجتماعي،النفسي والالكتروني. وقد سمي تنمرا لأن الإنسان خرج من انسانيته ليصبح مثل النمر نظرا لعدوانية وشراسة هذا الحيوان . نلاحظ في الآونة الأخيرة تفشي هذه الظاهرة بذريعة الترفيه والضحك.
لكن التنمر ليس تسلية يجب رفضه جملة و تفصيلا لأنه انتهاك لحقوق الانسان وتعبيراعلى مشاعر الكراهية والحقد. فالتنمر ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه ،لماذا يلجأ المتنمر الى هذا السلوك المشين؟ فالمتنمر هو شخص يفتقر للتربية والاهتمام، مورس عليه التنمر، ففقد ثقته بنفسه فأصبح هو الآخر متنمرا.
فالتنمر يبدأ من المنزل وداخل الأسرة ليمتد الى المجتمع،لان المحيط هوقدوة للطفل ومنه يستقي تصرفاته وأفكاره التي سترافقه طيلة حياته. يعتقد المتنمر بأنه يتمتع بالقوة والسلطة المطلقة على الضحية فيتفنن في السبت و الشتم والألقاب.فيترتب على ذلك الاذى الجسدي، والنفسي ويذهب لأكثر من ذلك: العزلة التامة،الانتحار،القتل حين يلجأ المتنمر عليه إلى أساليب دفاعية .اوكمحاولةلتحسين مظهره فيسقط في شرك العمليات التجميلية التي قد تؤدي بحياته. يصدر التنمر من أشخاص مندفعين، راغبين في السيطرة على الأخرين، فاقدين للتعاطف ، لإحترام الآخر واحترام القوانين والحدود، لائمين لضحاياهم بعدإيذائهم،مغرورين،يدعون القوة ولا يشعرون بالذنب، يتلاعبون بالاخرين من أجل التسلية والإ زدراء. لابد من الحد من هذه الظاهرة بالتربية الحسنة والحث على الاخلاق الحميدة ،تقبل الإختلاف،الاحساس بالاخر واحترامه،التحسيس بمخاطر التنمر وتجريمه بقوانين رادعة مع إعلاء الثقة بالنفس عند الأطفال وتوعيتهم بآثار التنمر والتصدي له ، رفع منسوب الوعي الجماعي وترسيخ مفهوم الحرية.