
حنان الساري
في نهاية كل سنة دراسية يتردد السؤال نفسه بين الاسر والعائلات والاصدقاء هل نجحت؟ لكن هل نعرف ماهو النجاح حقا؟ هل الطفل يدرك مامعنى النجاح؟ ام النجاح له اهمية عند الاسر اكثر من الطفل؟ ام ان النجاح يعني الكثير عند الاسر اكثر من الطفل؟
وما هو النجاح في نظر هذه الأسرة؟ هل هو معدل مرتفع؟ شهادة؟ أم شيء أعمق؟
اسئلة تطرح نفسها كثيرا في كل سنة ولكن لا تؤخد بجدية مما دفعني للتامل بعمق عن معنى كلمة نجاح ومحاولة فهم مايعنيه لاطفالنا واسرنا ولفك مايحيط من غموض على هذه الكلمة ففي نظري، النجاح لا يُقاس بدرجات ولا بأوراق، بل هو أن تكون إنسانا صالحاونافعا، تترك أثراطيبا في حياة الآخر
لكن إذا سألنا طفلًا عن النجاح، قد يقول ان احصل على نقطة مرتفعة او ان انتقل الى الفصل الموالي.
وحين نتعمق في هذه الإجابات، ندرك أن من يُحدد هذا المعنى هيالأسرة، التي توجه الطفل، دون أن تشرح له ما هو النجاح الحقيقي، أو تتيح له فرصة اكتشافه بنفسه.
اما في حالة مما يتنج عنه مشكلات كبيرة في التوجيه التربوي، ويفسد العلاقة بين الطفل والمدرسة,
فيُصبح التلميذ يدرس خوفًا من الفشل، لا حبًا في المعرفة . الفشل الدراسي فسيصبح وصمة عار بدل أن يكون تجربة تعلم
وبذلك ننتج طفلا مستهلكا لا منتجا غير قادر على اتخاد قراراته ولا حل مشكلاته.
لو كانت التربية أكثر وعيًا، لبدأنا من احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية، كما يشير هرم ماسلو، الذي يُظهر أن التحفيز لا يكون بالعقاب(افصد الضرب) أو الضغط، بل بتقدير الطفل، احترام ميوله، وتوفير الأمان العاطفي له.
لكن الغريب في الأمر، أن كثيرًا من الأسر لا تهتم بطموحات أبنائها، بل تدفعهم فقط نحو تحصيل “النقطة” حتى وإن تعارض ذلك مع شخصياتهم وقدراتهم وهنا نهمل الجانب الاهم الميول والرغبة
ويكفينا أن نستحضر مثال والت ديزني، الذي بدأ حياته برسم بسيط كهواية، فصار من أشهر الشخصيات في العالم بفضل خياله وإصراره، لا بفضل شهادة دراسية تقليدية.
وكثير من المشاهير الآخرين انطلقوا من شغفهم، لا من نسخة مكررة من أحد.
بل يجب أن نصحح مفهوم النجاح من الأساس، ونعيده إلى معناه الأصيل”نُشبه أحدًا” لكي ننجح لا يجب ان
أن نكون كما أرادنا الله، نافعِين في مواضعنا، صادقين مع أنفسنا، مخلصين في مساراتنا
وخير بيت شعري اختتم به للشاعرإيليا أبو ماضي
كنْ كالنجمِ ساميًا في الدُّجى
وَاثبُتْ مهما الرياحُ اعتكرَت