
عبادي:تركيز الرابطة المحمدية للعلماء على “خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها” يأتي في سياق الحاجة لتجديد النظر في طرق تعلم وتعليم العلوم الدينية
و م ع
قال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، اليوم السبت بالرباط، إن التركيز على برنامج عمل المؤسسة في مجال “خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها” يأتي في سياق الحاجة الملحة إلى تجديد النظر في طرق تعلم وتعليم العلوم الدينية.
وأوضح عبادي، في كلمة خلال افتتاح المجلس الأكاديمي الرابع والثلاثين للرابطة، أن الاشتغال على هذا البرنامج ينبغي أن يتم بما يتلاءم مع تحديات العصر، خاصة في ظل انتشار مظاهر الانجرافات الفكرية، وكثرة الوسائط والمتدخلين في الشأن الديني، وذلك تعزيزا للاختيارات الكبرى وخدمة لثوابت المملكة، عقيدة ومذهبا وسلوكا، وفقا لتوجيهات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبهذه المناسبة، استعرض عبادي جهود الرابطة المتعلقة بمهمتها الأساسية، والمتمثلة في الاشتغال بالعلم، وذلك بالنظر في المناهج وتعميق البحث في المضامين، وتدريب الباحثين والباحثات، وأيضا المواكبة لمناهج الإلقاء في كافة المحاضن العلمية.
وفي هذا الإطار، أكد المتدخل على دور الرابطة في إخراج المكنون من التراث العلمي في الغرب الإسلامي، لافتا إلى غنى هذا التراث، الذي اعتبره “غير معروف بما يكفي، رغم ما يحتويه من عناصر أصيلة قادرة على تقديم حلول واقتراحات لمعالجة كثير من الإشكالات المعاصرة”.
وشدد على أن الانتفاع الحقيقي بالعلوم يقتضي مراعاة شروط عدة، أبرزها أن يكون العلم أصيلا، وبأسانيد دقيقة، وأن يحافظ على عناصر الاستمرارية التي أسس لها الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلا عن كونه علما يسهم في إسعاد الناس ويخدم حياتهم.
من جهتها، أبرزت عضوة الرابطة المحمدية للعلماء، فريدة زمرد، أهمية مشروع تقريب منهجية العلوم الاسلامية إلى الباحثين والمختصين، معتبرة أن هذه العلوم متسعة وكثيرة الأنواع، بالإضافة إلى حجم التأليف الكبير فيها.
وأكدت زمرد، في تصريح للصحافة، الحاجة خلال العصر الحالي إلى تقديم هذه العلوم وتقريبها الى جمهور المختصين والباحثين من كل الأطياف، مع التركيز على المنهجية التي بنيت بها هذه العلوم، وذلك بما ييسر الاستفادة منها على مستوى حجمها والتعامل مع مضمونها، مسجلة أن الرابطة شرعت بالفعل في هذا المسار.
ويتضمن برنامج الدورة الحالية عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2024 والمصادقة عليهما، والتداول حول سير أعمال المؤسسة، بالإضافة إلى عرض برنامج عملها في مجال “خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها”.
كما يعرف اجتماع المجلس الأكاديمي للرابطة تقديم عدة عروض، منها عرض حول الدليل الجامع بخصوص “المنهجية الفقهية في مؤلفات المذاهب الأربعة”، الذي يعتبر القسم الأول لعمل الرابطة في إطار مشروع “خدمة العلوم الإسلامية وتقريبها”.
ويأتي انعقاد هذا المجلس الأكاديمي الـ34 للرابطة عملا بمقتضيات الظهير الشريف المؤسس والمنظم لها، وإسهاما في تثبيت دعائم الأمن الروحي للمملكة، وترسيخا لثوابت الهوية الدينية، وحماية للتدين بها من الانجرافات التي باتت تهدد الوسطية والاعتدال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.