Site icon أخبار مراكش

حين يصير البوح ضرورة وجودية!!

حنان الساري

كلٌّ منّا يتعرض أحيانًا لمشاكل تؤرّق حياته، وتشكّل عائقًا يحول دون ممارسة العيش بشكل “سوي”. وأضع هذه الكلمة بين مزدوجتين، لأننا – في الحقيقة – لا نكون دائمًا في خانة “السواء”، ولا ينبغي لنا أن نعتقد بأن بلوغ هذا السواء هو الغاية القصوى.

لسنا هنا بصدد الدخول في الموضوع من زاوية علمية دقيقة، بل ما يستوقفنا هو هذا الكم الهائل من المعوقات والتي تجعلنا في حاجة إلى تفريغ شحناتنا الداخلية. نحتاج إلى البوح، إلى قول ما يعتمل فينا.

لكن السؤال هو: كيف نبوح؟

منّا من يلجأ إلى الشكوى، ومنّا من يمارس الفن أو الرياضة أو الكتابة كوسيلة للتنفيس، ومنّا – وللأسف – من يختار الصمت القاتل. فماذا يدفع الإنسان ليكتم ألمه؟

هل هو الخوف؟

هل هي قلة الثقة بالنفس؟

أم أن هناك أسبابًا أخرى… خفية، أو مجهولة حتى لصاحبها؟

 

ما يعمّق هذا السؤال أكثر، هو الواقع. واقع مليء بالنماذج التي تختنق في الداخل.

لكن… أحيانًا يظهر من يخرج عن هذا الصمت، ويجعل من صوته أداة مقاومة.

مثل ابتهال أبو السعد، الشابة المغربية التي صرخت أمام العالم، وكشفت معاناتها في مشهد قلّ نظيره. صرختها كانت مدوية، هزّت وجدان الكثيرين، وفتحت نقاشًا لم يكن سهلًا.

ما قامت به ابتهال ليس مجرّد شجاعة، بل رسالة لنساء هذا الجيل وللقادمات: الحق لا يأتي بالصمت، ولا بالدمع

فهل استوعبنا الدرس؟

هل نسمح لأنفسنا بأن نخرج من جلود الصمت؟

وهل نؤمن بأن البوح ليس ضعفًا، بل ضرورة وجودية تحفظ توازننا النفسي، وتصون إنسانيتنا؟

Exit mobile version