و م ع
تم، يوم الخميس بالرباط، إعطاء الانطلاقة الرسمية لبرنامج “المتحف المقيم.. معرض الضوء سنة 2025″، وذلك تحت شعار “من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع”.
ويندرج هذا البرنامج، الذي أشرف على انطلاقته وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، بالمدرسة الابتدائية الفقيه الغازي، في إطار التعاون الثقافي بين المملكة المغربية ودولة قطر، وتنزيل خارطة الطريق 2022-2026، بغية مضاعفة الأنشطة التربوية بالمؤسسات التعليمية وإدماج الأنشطة التربوية الموازية وربط التعلمات والحياة المدرسية بالأثر التربوي الإيجابي.
وفي كلمة بالمناسبة، قال برادة إن انطلاق هذا البرنامج يأتي “في سياق مميز وذي رمزية عميقة يتمثل في السنة الثقافية قطر – المغرب؛ هذه المبادرة الرفيعة التي تعكس عمق العلاقات التاريخية، والتقارب الثقافي والإنساني بين بلدينا الشقيقين، وتؤسس لتعاون مثمر يتجاوز البعد الثقافي ليشمل المجالات التربوية والعلمية”.
وأوضح أن “إطلاق هذا النشاط التربوي المبتكر يشكل محطة نوعية في مسارنا المشترك نحو تجويد التعلمات وتطوير الممارسات البيداغوجية”، مبرزا أن “معرض الضوء تجرية فريدة طورها متحف الأطفال “دَدُ”؛ هذه المؤسسة الرائدة التي ما فتئت تبتكر وسائل تربوية فعالة تراعي خصوصيات الطفولة وتستجيب لحاجاتها المعرفية والنفسية”.
وتابع بأن هذا المعرض يأتي في صميم خارطة الطريق المعتمدة للإصلاح التربوي باعتباره نموذجا بيداغوجيا مبتكرا يعزز فضول المتعلمات والمتعلمين وييسر لهم استيعاب المفاهيم العلمية بطريقة ممتعة ومحفزة، ونشاطا ترفيهيا-تعليميا يجمع بين المعرفة والتجربة ويكرس المدرسة بكونها فضاء للانفتاح والإبداع.
وخلص الوزير إلى أن هذه التجربة تكتسي أهمية خاصة لكونها تخاطب الطفل في عمق اهتماماته الطبيعية، وتقدم له مفاهيم علمية معقدة كموضوع “الضوء” في قالب مبسط، وتفاعلي، وتجريبي، مما يساهم بشكل مباشر في تبسيط وتعزيز التعلمات، وفي إرساء كفايات علمية وذهنية لدى المتعلمات والمتعلمين بطريقة سلسة وجذابة.
من جهته، قال رئيس متحف الأطفال في قطر “دَدُ”، محمد بن صالح الساده، إن إعطاء انطلاقة برنامج المعرض يمثل احتفاء بواحدة من “صور التعاون الثقافي المثمر التي تجسد عمق روابط الأخوة والصداقة بين قطر والمملكة المغربية الشقيقة”.
وأوضح أن “العام الثقافي بين قطر والمغرب تجاوز أهدافه المرسومة في تعزيز التفاهم المتبادل وإقامة روابط دائمة، من خلال برنامج شامل وصل إلى آلاف المشاركين”، مضيفا أن “هذه المبادرة أسست برامج متنوعة ستستمر في النمو والازدهار مؤكدة على قوة العلاقات بين بلدينا الشقيقين ومتانة الروابط التي تجمع بين القيادتين والشعبين الشقيقين”.
وأبرز أن مشروع المتحف المقيم يعد أحد النماذج الملهمة في هذا الإطار، إذ تم اختياره من ضمن أفضل عشرة مشاريع تعليمية مبتكرة في دولة قطر من قبل مؤسسة “هندرد” الفنلندية، موضحا أن “هذا المعرض يهدف إلى تحويل الفصول الدراسية إلى بيئات مليئة بفرص التعلم من خلال اللعب مستهدفة بشكل رئيسي الأطفال من سن الثالثة إلى السابعة، مع محتوى مدمج يناسب أيضا الطلبة الأكبر سنا”.
وذكر، في هذا الصدد، بأن إقامة هذا المعرض ترافقه جلسات تطوير مهني للمعلمين تسمح للمدارس بتقديم أساليب التركيب والمعدات والإمكانات المختلفة للمعرض، وترسخ فلسفة التعلم من خلال اللعب، بالإضافة إلى طرق ميسرة أخرى، مبرزا أن الإرث الحقيقي لهذا المشروع يتجاوز مدة الإقامة نفسها، إذ يسهم في بناء القدرات وتبادل الخبرات واستكشاف الموارد المبتكرة للتعلم عبر اللعب.
وفي تصريح للصحافة على هامش افتتاح المعرض، أبرز رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، أن “برنامج المتحف المقيم يستدعي تقوية قدرات التلاميذ على مستوى المهارات والكفايات، وارتباط الحياة المدرسية بالتعلمات”، لافتا إلى أن ذلك يتجسد أساسا في بعض المفاهيم مثل الانعكاس والضوء والظلال، وهي كلها تقوي شخصية التلميذ، كما تيسر التعرف على مفاهيم علمية معقدة.
وأضاف أنه “على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة تم تسطير برنامج تربوي جهوي من أجل استفادة أكبر عدد ممكن من التلاميذ من هذا المعرض”، مشيرا إلى أنه “بالنسبة لسنة 2025، ستسفيد منه حوالي 16 مؤسسة تعليمية، ونحو 5000 تلميذ من السلك الابتدائي، على أن يتم مضاعفة هذا العدد خلال سنة 2026 ليصل إلى أزيد من 10.000 تلميذ، ثم ينتقل إلى أكثر من 20.000 تلميذ خلال سنة 2027”.
ويشتمل المعرض، الذي يقام لمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بالمؤسسة التعليمية الواحدة، على أعمال ضوئية فنية تفاعلية تعتمد على الضوء والظل، ومعروضات علمية تشرح خصائص الضوء وانعكاساته، وورشات عمل وتجارب عملية من قبيل الرسم بالضوء وتجارب العدسات وعروض بصرية.
وتهدف هذه المحطة التربوية إلى تعزيز الوعي الثقافي والعلمي لدى التلاميذ حول مفهوم الضوء، وتحفيز الإبداع والتفكير النقدي من خلال التجارب التفاعلية، وتقريب المفاهيم العلمية بطريقة ممتعة وبصرية، وكذا إشراك المجتمع في فعاليات ثقافية متنقلة، وتنويع مجالات اشتغال محور الضوء في علاقة مع مفاهيم الانعكاس والخيال والظل والألوان والحكي.